Main menu

Pages

ماذا تعرف عن التهاب الملتحمة الربيعي؟


 


مثل العديد من أمراض الحساسية، أيضا الالتهاب الربيعي يتفشى بالأساس بسبب الاتصال مع المواد المسببة للحساسية وغيرها من المهيجات، ما هي اعراضه وكيف يتم معالجتها؟ تعرف عليه عن قرب من خلال مقالنا الاتي:


الالتهاب الربيعي  مثله مثل العديد من أمراض الحساسية، يتفشى بالأساس بسبب الاتصال مع المواد المسببة للحساسية التي تطفو في الهواء ومن حبوب اللقاح من النباتات المختلفة، الحيوانات أو عث الغبار.


الأعراض

يعبر عن هذا المرض عادة باحمرار في بياض العين، الذي يصاحبه حكة شديدة وإفراز الدموع وحتى المخاط اللزج من العينين. كما يظهر أيضا انتفاخ في منطقة الجفون وحول العينين. من المهم أن نولي اهتماما لظاهرة الحكة، إذا لم يكن هناك شعور بالحكة فهذه ليست حساسية، ويجب أن نبحث عن سبب اخر لاحمرار العين. أحيانا تصاحب الأعراض في العينين علامات أخرى مثل: سيلان الأنف، العطس والحكة في الحلق. في النوبات الشديدة قد يعاني المصاب إلى حد كبير، فإنه يتجنب التعرض للضوء، ينعزل في البيت، ويغلق عينيه. أحيانا يكون الشعور بالحكة قوي جدا الى درجة أن يفرك المصاب عينيه بقوة ويسبب لخدوش في القرنية مما يؤدي الى تفاقم الألم وعدم الراحة.


التهاب الملتحمة الربيعي هو مرض مزمن الذي يمكن أن يظهر بشكل متكرر ويشوش الحياة الطبيعية للطفل والأسرة. الوالدان اليائسان ينتقلان من طبيب إلى طبيب، ويستخدمان قطرات العين المختلفة وطرق العلاج المختلفة، ولكنهم كثيرا ما يصابون بخيبة الأمل بسبب تكرر عودة المرض. عندما يكون المرض حاد، فان النوبات المتكررة تسبب لندوب في القرنية التي يمكن أن تهدد الوظائف البصرية.

في فحص العينين المميز الرئيسي هو ظهور الحليمات التي هي نتوءات لحمية على الجزء الداخلي للجفن. يمكن أيضا ملاحظة وجود كتل لحمية على بياض العين - الصلبة حول القرنية. بالإضافة إلى ذلك يمكن رؤية خدوش على القرنية التي تكون في معظم الحالات مزعجة للغاية.


اقرأ المزيد حول: التهاب الملتحمة


العلاج

العلاج في المرحلة الأولى هو ابعاد المصاب عن المواد المسببة للحساسية مثل الحيوانات التي تم ادخالها الى البيت مؤخرا، تنظيف الغبار من الشراشف، بطانيات الصوف أو السجاد، وكذلك النباتات التي تعرف انها مسببة للحساسية، مثل أشجار الزيتون. من خلال إجراء اختبارات للحساسية يمكن تحديد بشكل دقيق المادة المسببة للحساسية والتي تسبب الالتهاب.


الهدف من المرحلة التالية من العلاج هو منع المواد التي تفرز من العين، والتي تسبب الشعور بالحكة، الاحمرار والتورم. هذه المواد هي الهستامين الذي اكتشف منذ فترة طويلة انه المادة الرئيسية المسببة للمشاكل في جميع أمراض الحساسية، فضلا عن غيرها من المواد الالتهابية. اليوم هناك العديد من الأدوية التي تهدف لمنع نشاط هذه المواد.


تم مؤخرا تطوير أدوية جديدة التي تعمل على ثلاثة مستويات. هذه الأدوية تسد الهيستامين، تضعف رد الفعل الالتهابي وأيضا تثبت الخلايا التي تفرز المواد الضارة من أجل منع عودة الافرازات في المستقبل. هذه الأدوية تسمح لنا بفترة طويلة من الهدوء، وأيضا إذا كان هناك عودة طفيفة فإنها تضعفها. توفر هذه الأدوية حل جيد للغاية بالنسبة لمعظم المرضى الذين يعانون من الالتهاب الربيعي لأنها لا تسبب لاثار جانبية ويمكن استخدامها مرتين في اليوم لفترة طويلة.


في بعض الأحيان استخدام هذه الأدوية ليس كافي، ونكون بحاجة إلى استخدام قطرات الستيرويد. الستيرويد هو دواء فعال جدا، والذي يسبب للتحسن الفوري لدى معظم الأشخاص. ولكن استخدامه على المدى الطويل يكون خطير. الاستخدام من دون رقابة قد يؤدي إلى مضاعفات مثل زيادة الضغط داخل العين، ظهور الساد وغير ذلك. لذلك فإننا نستخدم قطرات الستيرويد مع الحذر الشديد ونتوقف عن استخدامه في أسرع وقت ممكن. لدينا أنواع متعددة من قطرات الستيرويد، ومن المهم أن نختار الأدوية الأخف بقدر الامكان.


بعد زوال النوبة، من المهم أن نتذكر أنه، للأسف، لم نشفى تماما من المرض. مثل أي أمراض الحساسية الأخرى، فان الأعراض يمكن أن تعود. لدينا أدوية التي تمنع أو تضعف الانتكاسات، ومن المهم استخدامها بشكل مستمر لعدة أسابيع أو أشهر، حتى لو لم تعد تظهر الأعراض. هذه الأدوية تصب الماء البارد على رد الفعل التحسسي وتمنع التفشي الخطير للمرض.


على الرغم من كل العلاجات المذكورة أعلاه، لدى بعض الأطفال يكون الالتهاب حاد وعنيد ولا يزول حتى عندما نحاول الجمع بين عدة أنواع من القطرات. هؤلاء الأطفال يعانون بالفعل. فهم ليسوا قادرين على فتح أعينهم في الضوء، ولا يتمكنون من الأداء بشكل صحيح. لهؤلاء الأطفال يمكن اقتراح علاجات جديدة مثل قطرات السيكلوسبورين التي هي دواء جديد الذي يقدم حلا للحالات الشديدة والعنيدة، أو بدلا من ذلك حقن الستيرويد في الجفن. ويعرف ان هذه العلاجات فعالة جدا، حيث تحل المشكلة في الحالات الشديدة.


في الملخص، علاج الالتهاب الربيعي يتكون من قسمين: علاج النوبة الحادة ومنع عودة النوبات. هناك أهمية كبيرة لمنع التعرض لمسببات الحساسية، فضلا عن العلاج المستمر بواسطة الأدوية التي تمنع النوبة الحادة. خلال النوبة الحادة يجب استخدام أخف دواء لمنع الاثار الجانبية. الأدوية الجديدة التي تعمل على ثلاث مستويات يمكن استخدامها لفترة طويلة وبدون اثار سلبية. في الحالات الشديدة والعنيدة من الممكن اقتراح العلاج بقطرات السيكلوسبورين Cyclosporine التي تكون فعالة للغاية ومن دون اثار جانبية.